الاثنين، 23 نوفمبر 2009

يوم باعت خاتمها قبسات من السيرة الذاتية للدكتور أحمد السيد أحمد


نظرت الى يدهاالرقيقة  الحانية التي تزينت بخاتم ذهبي جديد

تجمدت دمعة

بلحظة استعدت يوما للعطاء

 قبل عشرين عاما

في سنتي الجامعية الأخيرة في نهاية عقد الثمانينات من القرن الماضي

 كنت احضر للامتحانات النهائية

و كانت الجامعة في حينها تطلب اعداد  رسالة جامعية في موضوع

اختصاصي

في تلك الأيام امتنعت الجامعة عن تقديم المواد التي نتدرب عليها في الجلسات

 العملية 

و كذلك انضمت الينا اختي تماضر التي كانت في سنتها الاولى في كلية

الاقتصاد قسم المحاسبة

كنا أنا وأخي فراس ندرس معا في الجامعة

 وأخواتي كن  مع أمي في مدينتنا يتابعون تعليمهم الأساسي و الثانوي

أي أن العائلة الصغيرة التي فقدت ربانها في ريعان الشباب و الدي رحمه الله

تتوزع بين  مدينتين و في بيتين متباعدين و احد في مدينة سلقين

والآخر في مدينة  حلب الشهباء  حيث استطعنا اقتناء وشراء  منزل  في

منطقة راقية قريبة من الجامعة

و هي حي  الميريديان و ذلك بفضل تدبيرها و حسن ادارتها


ومصدر دخلنا ورزقنا و احد حينها

وسنتها أيضا وطني الصغير سورية كان تحت حصار خانق


و بالاساس كليتي كانت تستدعي مصاريف اضافية و باهظة بالنسبة لاسعار

ذلك الزمن


و رغم ذلك أخترت موضوعا للاطروحة في غاية التميز و كانت المعلومات

التي قدمتها قد تحولت الى مرجع

للمواد المستخدمة في طب الفم و الأسنان

وقد فوجئت حين اعدادي لها ان المكتبة الطبية  العربية تفتقر لاي مرجع

علمي صالح

 فتوجهنا للمراجع باللغات الأخرى الفرنسية و الانجليزية  والألمانية

وهذاما دفعني للبحث عن مترجم متخصص


وهو أيضا مكلف ماديا

اضطربت كثيرا و توترت و كدت اصاب بالاحباط

كنت أمام خيارين

اما ان استمر في رسالتي العلمية المتميزة أو أن اغيرها الى محتوى آخر

تتوفر له المراجع العلمية العربية

و كان قلبها الصافي النقي المؤمن

الذي كان يقرأ اصواتنا عبر اسلاك الهاتف

لقد وصلتها الرسالة

و انا في حيرة من أمري هل اطلب من أحد معارفي أو أقاربي المساعدة

أم أغير الموضوع

و اذا باليد الحانية تمتد


 حين بلغت الروح الى الحناجر

ماسحة عني قلقا ممضا و هما و حزنا

و قد أستكملت الأطروحة وتخرجت بعد أيام

و حين عدنا لمدينتنا

تفقدت يدها التي كانت تحتفظ  بخاتم زواجها من أبي و فاء و اخلاصا نادرين

و قد غاب بريق خاتمها الذي يميزها دائما

و عرفت بانها قد باعت آخر ماتملكه من مقتنيات ذهبية

 حينها ومن دون ان تقول لنا

و قد سالت دموعي و ركعت أمامها شاكرا أقبل قدميها الطاهرتين 


 و قبلت اليد التي فقدت رفيقها و زينتها

ومنذ أيام و قبل رحيلها  استرقت عيناي  نظرة ليدها

و قد تزينت بخاتم آخر أشترته بنفسها

ولم تقبل ان نشتريه نحن


و عرفت مدى  وفائها لذكرى زواجها

  وأن روحها قد تاقت للقاء والدي في عالم الآخرة


هذا عن خاتم زواجها

والى اللقاء في سلسلة من المقالات

 وهي قبسات من سيرتي الذاتية

فالى جنات الخلد يا والدتي الحبيبة
Blogged with the Flock Browser

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.